الاثنين، 14 سبتمبر 2009

تطمئِنُ القلوب ..}



منذ أن درست الصف الأول وأمي تخطّ لي .. على الصفحة الأولى من كل دفتر
بخطها الجميل والأجمل من خطي - حتى الآن - وبالقلمِ الرصاص { الا بذكرِ اللهِ تطمئِنُ القُلوب }

كانت تعلم أني أحتاج للكثير من الإطمئنان والأمَان ..
فتستودعني الله
وتغمرني بأمان ذكره ..
وبآيةٍ أحبها جداً ..


أشعر بالسكينة ِ والهدوء حتى بتذكر وجودها .
وتذكر خطفي النظر لهَا وأنا أحاول الذهاب لصفحَة واجِبي ..
لازلتُ اذكر موضعها وشكلها و " تشكِيلهَا "
لازلت أذكر حتى توقف كلمة " القُلوبْ " قبل نهاية إطار الصفحة بـ [ ملّيات]
والقوسينْ ..
قوسين أمّي ..

هي وحدها خطها يصنع قوسين بهذا البهاء ..
ووحدها َحنَت الحروف بهذهِ النعومة لـ تنسج خطاً يبوح جماله بأنه قادم من امرأة


وأن إنحناءه .. { حنان أم .


فامتلئٌ حُباً وأنساً بأم أشم رائحة أريجُها في كل دفاتري ..


أشعر أني وحدي فقط أفوز بهذا التميز ..

وابتسمُ طفولةً..

إذا ما سقطت عيني على دفاتر الصف

ولا أراهم قد حظيوا.. بأن كتبت لهم [ أمّي]



أحبكِ جداً ياهذهِ الأم ..
أحب أهتمامك بالتفاصيل فيني
والحنان القادم من نوركـ ..
والمغدق علي من رائع عطفكـ ..
وأحب أني أحبك

~


حينَ احتجت للأمان .. بحثت فقط عن تلاوة ..


وعن هذهِ الآية ..

http://www.youtube.com/watch?v=dhFtTnfGtiM


الجمعة، 4 سبتمبر 2009

في رمضَانُ نحيَا ~


ياربّي ..
أنت المعطي الذي كسوتني بعد الجفافِ رواءً
تجف العروق لولا رجاءك
وتغور الأفراح لولا سخاءك
ما دبّت على الأرض مسّرة إلا من واسع رحمتك
ومانزَل بها من حُزن إلا ابتلائك
آمنتُ بِك وأشهدتُ كُل ما خلقت أن لا إلهَ غيركـْ
توحيداً لا أبغي بهِ إلا رضَاكـ
ولا يأتيني معهُ إلا السعَادةٌ بك ~



ها هوَ ذا رمضَان في إنتصاف ..
وأشعر أن معهُ مائَة طريق ٍ ينتصف ..

لطالما كان رمضَان المطر الذي يغمُر كُل شيء
والحدث الذي يؤطر مشاعري بالعُمق ..
ليحررها مما سواهـ ..

كُل صغيرة تحدثُ في رمضَان لهَا طعمها المُختلف ~
الوجوه التي نراها .. نطير فرحا برؤيتها ..
الإبتسامات كُلها نُصدّقها
والأمور البسيطة تُسعدنا جداً ..

نُصبح أطفالاً فجأة .. في رمضَانْ ..



نُغمر إنساً وفرحاً ، بسهولة ..
فـ إلتمام عائلة
والعمل في الجوع والعطش
وإلإنصات لمؤذن
ومراقبة المصلون في الحرم
وأنفاس العصر
وابتهاجات الصباح

كلها .. كفيلة بأن تجعلنا نبتسم ، ومن القلب .




كُل ساعَة لها حدثها وتفاصِيُلها التي لاتشبه نفس الساعة من يومٍ آخر ..
حتى حيَن تتكرر الأحداث نفسها .. والمواعيد نفسها ؛ هي في تقويمنا شأن ٌ آخر ..
هي في جدولنا ضِمن ترتيبٌ مُغاير ..

لأننا فقط في رمضَان ؛ نعرف كيف نُشبع لحظَات التقويم من أول إِشرَاقه حتى آخَر مغرِب ..
لحظةً بلحظةً نعيش الدقيقة والساعة واليوم ..
نعيشـها . نعيشُها . نعيشُها
كما ينبغي أن { تنعش وتعُاش } ..
نعرف كيف نقدّر الوقت والحياة والمشاعر والبشر ..
نعرف كيف نهتم بالتفاصيل الصغيرة ،
بعد أن كنا لا نلمح المهام في شهور لم يكتُب الله لها فُرصَة أن تأتي رمضانية ~
نعرف كيف نضبطُ أنفسنا .. جداً ؛ وكيف نتوقع أن نتفوق في ذلك على كُل آخر ..
نعرف كيف نغيّر ..
نؤثر
نطوّر

نعرفُ أنّنا [ نـقـدِر ] ..

فنُمسِك بالزمام ونذهب
نُجرب مستوياتٌ من طاقتنا
ما كُنا قد جرّبناها
رغمَ أننا نفرح ونحزَن كالعادة
إلا أننا نعرف كيفَ نملأ أنفسنا بفرح التصّبر
ونعرف كيف نستبشر حتى نذوق جذل الفوز بالمُراد
ونعرفُ أكثر .. كيف نُحيي هذا الجذل والإبتهاج ..
ونستشعرهـ
فـ [ نحـيـا ] ..
حيَاة رمضَان

الحيَاةُ التي لا تشبهها حياةً أُخرى ~